التعليم المشترك
לימוד משותף
برنامج التعلّم المشترك هو برنامج أساسي في مجال التربية على العيش المشترك في "مبادرات إبراهيم"، وهو يتخطى الفصل القائم بين اليهود والعرب في الجهاز التربويّ، ويشكل منصة للقاء ثابت ونوعي بين الطلاب العرب واليهود، ووسيلة لتقليل أنماط التفكير المقولب، الآراء المسبقة، والشكوك تجاه الآخر.
معطيات عن المشروع
برنامج “التعلّم المشترك” هو برنامج رئيسي ضمن التربية على العيش المشترك في “مبادرات إبراهيم”، وهو نموذج حديث يتخطى الفصل القائم بين العرب واليهود في الجهاز التربويّ، ويشكل فرصة للتعارف ذي المعنى والتعاون التربوي والاجتماعي على الأمد الطويل عبر اختبار التعلم المشترك الذي يتمّ ضمن لقاءات مباشرة وبشكل منتظم على مدار السنة.
برنامج “التعلم المشترك” المستوحى من نموذج التربية المشتركة للكاثوليك والبروتستانت في الجهاز التربويّ في إيرلندا الشمالية (الفئتَين الدينيتَين اللتَين خاضتا نزاعا دمويا في الماضي)، هو المرحلة الأحدث ضمن مبادرات التربية المشتركة التابعة لـ “مبادَرات إبراهيم”، الرائدة في هذا المجال منذ سنوات، بدءا من مشروع “يا سلام” الرائد في مجال تعليم اللغة العربية المحكية في جهاز التربية والتعليم العبري الذي بدأ عام 2009، وتبنته وزارة التربية والتعليم عام 2017.
يرتكز الأساس المنطقي للبرنامج على التجربة التنظيمية لسنوات طويلة في تطوير وتفعيل برامج تدريس اللغة والثقافة العربيتَين لليهود، وتعزيز اللغة العبرية المحكية لدى العرب (ضمن برنامج “العبرية بسلام”)، وفي مسارات مختلفة من اللقاءات بين الطلاب (“لقاءات يا سلام”).
النشاط:
بعد تجربة واسعة النطاق، تعلمنا أن الطريقة الصحيحة لتطبيق النموذج الدراسي المشترك في إسرائيل هي تدريس اللغة المحكية بشكل مشترك. يتمّ الأمر عبر دروس مبتكرة وممتعة في مجال التربية على القيم ومجال اللغة، من تطوير مركز التكنولوجيا التربويّة مطاح ومبادرات إبراهيم. يعمل البرنامج ضمن مسارَين:
التدريس المشترك للعربية – العبرية: يتعلم طلاب وطالبات الصفوف الخامسة والسادسة العربية والعبرية معا، وتساهم كل مجموعة من الطلاب من خلال لغتها، ثقافتها، وخصائصها المميزة.
تعلم الإنجليزية المشترك: يتعلم طلاب وطالبات الصفوف الثامنة والتاسعة اللغة الإنجليزية معا، كلغة خارجية محايدة، خالية من التأثيرات الاجتماعية، السياسية، أو الثقافية، دون أن تكون لأية مجموعة من الطلاب أية “أفضلية” من حيث معرفتها.
برنامج “التعلم المشترك” ملاءَم لمبنى الصفَّين، ويتم التدريس عبر توزيع الطلاب إلى مجموعتَين مختلطتَين ثابتتَين، يُدرِّس في كل منهما معلم من مدرسة عربية ومعلم من مدرسة يهودية معا.
يتضمن البرنامج تأهيلا مشتركا للمديرين والمعلمين حول التربية على العيش المشترك، بناء الشراكات، التدريس المشترك، مواجهة التحديات، وغيرها. التعاون بين الكوادر التعليمية هو مفتاح نجاح البرنامج، لذا فإن تعزيز التعارف، التخطيط، والتنسيق بين المعلمين ضمن البرنامج بشكل مباشر على مدار السنة الدراسية ضروري للنجاح والتقدم نحو الحياة المشتركة والمساواة بين العرب واليهود في دولة إسرائيل.
الإنجازات الأساسية:
- يعمل برنامج التعلّم المشترك بالتعاون مع مكتب التربية المدنية والحياة المشتركة في وزارة التربية والتعليم، قسم اللغات في وزارة التربية، طاقم المدنيات، التربية المدنية، والحياة المشتركة في المركز التكنولوجي مطاح.
استعدادًا للعام الدراسي 2019-2020، سوف يُوَسَّع البرنامج الدراسي المشترك بحيث يتضمن أربعين مدرسة عربية ويهودية تقريبا، سيحصل كل منها على تأهيل لبناء شراكة تربويّة ذات معنى وطويلة الأمد.
النشاط
برنامج التعلُّم المشترك – يلبي بشكل مثالي الحاجة إلى التقارب بين المجموعات عبر دعم التربية النوعية.
يهدف هذا البرنامج إلى مساعدة الطلاب العرب واليهود على تعلم موضوع أساسي معا، ضمن دروس مشتركة ثابتة على مدار السنة. يتضمن البرنامجُ عملًا مشتركًا بين الكوادر التعليمية في المدرستَين العربية والعبرية، وأهدافه الأساسية هي تحسين التحصيلات التربوية، إضافة إلى تعزيز تساوي الفرص، العلاقات الجيدة، التكتل الاجتماعي، والتعارف بين الأشخاص.
البرنامج مستوحى من التجربة التربوية التي اكتُسبت في إيرلندا الشمالية التي خاض مواطنوها الكاثوليك والبروتستانت صراعا عنيفا. نتيجة الصراع، عاشت المدارس الكاثوليكية والبروتستانتية، والمجتمعان أيضا، حياة منفصلة، تميزت بالكراهية، الخوف، والنفور.
بعد سنوات من محاولات التقريب بين المجتمعَين، طُوّر نموذج التعلّم المشترك، الذي تبنته حكومة في إيرلندا الشمالية.
يتضمن هذا النموذج أربعة مبادئ مركزية للتواصل المثالي:
- المساواة في وضع أعضاء المجموعتين.
- التعاون بين المجموعتَين من أجل تحقيق أهداف مشتركة.
- العلاقة القريبة والمستمرة، لا العلاقة المحصورة بهدف معيّن أو زمن محدد.
- دعم المؤسسات للعلاقات بين المجموعتَين.
تطبيق برنامج التعلّم المشترك في إسرائيل
يستند برنامج التعلم المشترك للعرب واليهود في إسرائيل إلى مبادئ التعلّم المشترك في إيرلندا الشمالية، مع ملاءمته للمميّزات الخاصة لإسرائيل.
- الفصل الجغرافي: يتطلب البُعد بين البلدات العربية واليهودية سفريات تتطلب ميزانيات وتنسيقًا.
- حاجز اللغة: يعزز استخدام اللغتين العربية والعبرية الاختلاف، صعوبة التواصل، والفجوات بين الفئتين السكانيتين. كان هدف اختيار تدريس اللغة هو تحويل الحاجز إلى فرصة.
- الفجوات الاقتصادية والاجتماعية: يصعّب انعدام المساواة بين اليهود والعرب إنتاج حيّز متساوٍ، ويتطلب وعيا، حوارا، وخلق الحدّ الأقصى من المساواة في الحيّز المشترك.
- الواقع السياسي: الأجواء الاجتماعية – السياسية المحيطة في بيئة المشارِكين، إضافة إلى التوتر الأمني الحساس في منطقتنا، تخلق توترا في العلاقات بين الجانبَين، ما يعزز الحاجة إلى تأهيل الكوادر التربوية وإلى إنتاج تواصل مفتوح بينها، مع مرونة وفق الحاجة.
في السنتين الماضيتين، أُجريت تجربة ناجحة في 22 مدرسة ابتدائية، إعدادية، وثانوية، تعلم ضمنها الطلاب العرب واليهود معا أحد مواضيع المنهاج السنوي لوزارة التربية. تنوّعت المواضيع التي تم تدريسها خلال السنة الدراسية 2017–2018: الإعلام والسينما، العلوم، الإنجليزية، العربية، والعبرية. فهمنا من الخبرة التي اكتسبناها أن الطريقة الأفضل لتحقيق أهداف التعلّم المُشترَك هي تعلّم اللغات. سواء كان الحديث يجري عن اللغة الإنجليزية أو عن برنامج خاص لتعلّم العبرية للعرب والعربية لليهود بالتوازي.
في العام الدراسي القادم، سيدرس في البرنامج نحو ألف طالب عربي ويهودي من 30 مدرسة في أنحاء البلاد.
في 20 مدرسة سيدرسون معًا العبرية والعربية، وفي 10 سيدرسون الإنجليزية.
تعلم العربيّة والعبريّة المشترك
ضمن التعلّم المشترك للّغتَين العربية والعبرية، سوف يكون الطلاب المصدر الأهم، إذ سيعلمون بعضهم بعضا من خلال برنامج دراسي خاص يتناول التربية على القيم ويستند إلى قِيَم برنامج “مفتاح القلب” التي تُدرَّس في المدارس بشكل منفصل، وبذلك تشكّل بالنسبة لهم محتويات تعليمية مشتركة تتيح لغة مشتركة بينهم.
يتضمن البرنامج:
- تأهيل المعلمين الذي يشمل دورات استكمالية مركّزة، لقاءات عمل، مرافقة تربوية، وتواصلا روتينيا للتنسيق والتقييم. مضامين التأهيل متنوعة: بدءا من مضامين اجتماعية تتطرق إلى العلاقات العربية – اليهودية في المجتمع الإسرائيلي، مرورا بلقاءات متعددة الثقافات، وانتهاء ببرامج تربوية تتعلق بالتدريس المشترك، قوة اللغة، وغير ذلك.
- لقاءات تحضير أحادية القومية يتعرف ضمنها الطلاب على وجهة نظر الآخر، وتتمّ ملاءمة التوقعات والتطرق إلى الهوية، الآراء المقولبة، الحساسية الثقافية، وغيرها.
- كما تُقام ثمانية دروس مزدوجة مشتركة، تركّز على التربية على القيم الاجتماعية في المجالات التالية: المشاركة الاجتماعية، إدارة النزاعات، الاختلافات، والعطاء. ينفّذ الطلاب في كل درس مهام مشتركة بالعربية والعبرية حول القيمة التي يتم تعلمها بهدف تعزيز الثروة اللغوية، التدرب على الحوار، وإتاحة العمل المشترك باللغتين العربية والعربية.
- خلال البرنامج وبعد انتهائه، تُقام دروس أحادية القومية تتيح التحدث عن تأثير البرنامج، مكانة كل طالب، وذكر علاقته بالأهداف الشخصية والجماعية في وقت لاحق.
يتضمن البرنامج دروسا مشتركة لطلاب الصفوف الخامسة والسادسة في المدارس العربية واليهودية المتجاورة، يديرها معلمو لغة من مدراس تتبع برنامج التدريس المشترك.
يبدأ البرنامج بالتعارف وتحديد طريق مشتركة بين مديري المدارس، ثم يُجرى تأهيل مشترك للمعلمين، بهدف بلورة عملية تعلم ذات معنى ومتساوية بين الطلاب.
البرنامج ملاءَم لمبنى الصفَّين، ويتم التدريس عبر توزيع الطلاب إلى مجموعتَين مختلطتَين ثابتتَين، يُدرِّس في كل منهما معلم من مدرسة عربية ومعلم من مدرسة يهودية معا.
التعاون بين المعلمين هو مفتاح نجاح البرنامج، لذا فإن تعزيز التعارف، التخطيط، والتنسيق بين المعلمين ضمن البرنامج يتم عبر علاقة مباشر على مدار السنة الدراسية.
تُدرَّس كل المضامين وتُستخدَم كل أدوات التدريس ضمن الدروس باللغتين العربيّة والعبرية.
تعلُّم الإنجليزية المشترك
ضمن البرنامج، يتعلم طلاب الصفوف الثامنة والتاسعة، العرب واليهود معا، أحد المواضيع الأساسية لمدّة عامين: دروس مشتركة، ذات وتيرة ثابتة، مباشرة ومحوسبة، تُجرى طوال السنة، ويدرسها بالتعاون معا معلمون عرب ويهود من المدرستَين. يهدف البرنامج إلى تعزيز التعارف المباشر، التعرّف المتبادل إلى اللغة، الثقافة، ونمط الحياة، إضافة إلى تحسين التحصيلات الأكاديمية وتقوية الإنجليزية المحكية عبر إجراء حوار بالإنجليزية.
لمَ الإنجليزية تحديدًا؟
- يعرف العرب واليهود، الطلاب والوالدون، أهمية هذه اللغة، ومساهمة تمكّنهم منها في مستقبلهم.
- أشار وزير التربية ووزارة التربية إلى أهمية تحسين مستوى اللغة الإنجليزية المحكية كأولوية.
- الإنجليزية هي “موضوع محايد” لا يحمل أسبابا للتوتر، ويحتاج إليها العرب واليهود بالتساوي.
- يسبب إلمام الطلاب العرب باللغة العبرية إلى حد معين، مقارنة بعدم إلمام الطلاب اليهود باللغة العربية، أن تجرى اللقاءات بالعبرية، ما يعزز شعور العرب بالضعف. يجسّر استخدام الإنجليزية نقص المساواة بين الجانبَين ويتيح إدارة نقاش بشكل متساوٍ.
لذلك، لكون اللغة الإنجليزية تشكل جسرا لغويا بين الطلاب، تصبح هذه اللغة مجالا مثاليا لإدارة اللقاءات الهامة بين الطلاب العرب واليهود.
توسيع حلقات التأثير
أحد أهداف البرنامج الرئيسية هو توسيع حلقات تأثير التربية على العيش المشترك لدى الطلاب، المعلمين، الوالدين، والمجتمع الواسع في المدرسة. يتمّ توسيع حلقات المعرفة بشكل أساسي عبر دمج الوالدين في البرنامج (مثلا، في الدرس الإجمالي أو في لقاءات الوالدين)، ومن خلال مشاركة تجارب وآراء الطلاب الذين يشاركون في البرنامج مع الآخرين (مثلا، عرض البرنامج أمام الطلاب في الطبقة والمدرسة، عرض مقالات وصور من البرنامج في موقع المدرسة، وغير ذلك). هناك أهمية لتشجيع مشاركة قسم التربية في السلطة المحلية للبرنامج، ولجعل البرنامج جزءا من نشاطات السلطة المحلية في مجالات أخرى تساهم في تعزيز العيش المشترك. الهدف من كلّ ذلك هو تشجيع الحوار والعمل المعمّق اللذَين يقدمان وجهة نظر إيجابية حول العيش المشترك.