الاعلام كحيّز عام مشترك
תקשורת כמרחב משותף
في الواقع الإسرائيلي، يتعرف المواطنون اليهود على المواطنين العرب بشكل أساسي عبر الشاشة. هذه الحالة هي نتيجة عيش المجتمعَين كلّ على حدة (بلدات منفصلة، أجهزة تربوية مختلفة، أماكن عمل، وسائل إعلام، وغيرها). في ظل هذا الواقع، الذي "يلتقي" فيه المواطن اليهودي بالمواطن العربي فقط عبر الشاشات تقريبًا، يؤثر حجم وطبيعة عرض المجتمع العربي في وسائل الإعلام إلى حد كبير في الطريقة التي ينظر بها المواطنون اليهود إلى العرب، لذا تتأثر أيضا وجهات نظرهم المتعلقة بقضايا مختلفة مثل المساواة في الحقوق، الحرية الدينية، التمثيل السياسي، التمثيل الثقافي والوطني في الحيز العام المشترك، وغيرها.
يصل حجم تمثيل المجتمع العربي في الإعلام العبري الرئيسي إلى نحو 2% من مجمَل التغطية الإخبارية، وتتضمن هذه النسبة، مثلا، تغطية كل الدول العربية، الأحداث الإرهابية، الجرائم، وحوادث السير. هكذا يتبين أن اطّلاع المواطن اليهودي على المجتمع العربي، الذي تصل نسبته إلى أكثر من 20% من إجمالي عدد مواطني الدولة، ليس جزئيا جدا فحسب، بل أيضًا منحاز سلبًا. يؤدي العرض الجزئي والسلبي بمعظمه للمجتمع العربي عبر الشاشات، الذي يجعل المشاهدين اليهود لا يعرفون الواقع والتحديات التي يعيشها المواطنون العرب، إلى تعزيز الآراء المسبقة، وجهات النظر العنصرية، والخوف والكراهية لدى اليهود تجاه العرب.
يعمل المشروع منذ نحو ثلاث سنوات، نظمت المنظمة خلالها دورات قامت فيها معلمات لغتهنّ الأم هي العربية بإرشاد دورات لمراسلين يعملون في القناة العاشرة، القناة الثانية قبل انقسامها، يديعوت أحرونوت، YNET، كلكليست، وهيئة البث الإسرائيلية - كان. يُضاف ذلك إلى دورات اللغة العربية التي قُدّمت للإعلاميين الأعضاء في نقابة الصحفيين.
علاوة على الدورات بالعربية، أجرينا جولات في البلدات العربية، كانت وما زالت في مركز النقاش العام والإعلامي و/أو جولات تعرض بشكل ناجح الواقع الذي يوضح تحديات المجتمع العربي في إسرائيل. أجرينا جولات لإعلاميين بارزين، منهم: يارون لندن، إيهود حامو، جلعاد شلمور، موآف فاردي، كيرن نويبخ، آفي يسسخاروف، عوفر بترسبورغ، وعشرات الإعلاميين الآخرين.